الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

أطفالنا وعشر ذي الحجة

أطفالنا وعشر ذي الحجة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جاء عن ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ" [1] ، وقال بعض العلماء: "اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ" [2] .

لقد كان دَيدَنُ السلف الصالح في تربيتهم لأولادهم: بناء معتقدهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضد الشهوات والشبهات، وتأهيلهم للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت النصوص في تأكيد ذلك وبيانه. جاء عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: "أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتي حَوْلَ الْمَدِينَةِ "مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ). فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ". [3] .

هكذا كانوا، وهكذا ينبغي لنا أن نكون مع أطفالنا في خير أيام الدنيا؛ عشر ذي الحجة، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة" قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". [4] .

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [5] .

قال الإمام ابن حجر: "الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ". [6] .

فهل ترى من النَّجابة في شيء أن نُفوِّتَ أياماً عظيمة كهذه الأيام دون أن ننقش من آثارها على أولادنا، فيشب أحدهم وقد اعتاد القيام بشعائر الإسلام، وتمرَّس على واجباته ومستحباته، ونشأ وقد وقَرَ في قلبه عظمة ما نُعظِّمه، وصارت أعظم الأشياء عنده ما نعتقده، متين المعتقد، سليم القلب، طاهر اللسان، شاباً صالحاً، وعضواً نافعاً في المجتمع؟!

إننا لنُحَقِّقَ هذه الخِصال مع أطفالنا في أعظم الأيام عند الله، ينبغي أن تكون لنا خُطوات أسرية إيمانية مدروسة، نستجلبُ بها رحمة الكريم المنَّان، ونؤكِّد فيها التقارب معهم، ونرسم أهدافاً سامية يسعى الجميع إلى تحقيقها في دنياه لعمارة آخرته وبنائها.
الخطوة الأولى (لفت الانتباه):

وذلك بطباعة حديث الإمام البخاري، وحديث الإمام أحمد، وقول الإمام ابن حجر -رحمهم الله- التي ذُكرت مطلع هذا المقال، بصورة واضحة، وتعليقها في غرفة الجلوس، أو في مكان بارز في البيت؛ ليتمكن الجميع من قراءتها.. ولو أمكن إعلان جائزة مناسبة لمن يحفظها من أفراد الأسرة، لكان هذا جميلاً.

الخطوة الثانية ( التهيئة النفسية):

حيث تجتمع الأسرة في حلقة حول الأب، أو غيره من أفراد الأسرة، لبيان عظمة هذه الأيام العشر، فقد ذكرها الله تعالى في كتابه: (وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [7] ، وجاءت الأحاديث وأقوال السلف في فضلها [8] ، وأنها أعظم أيام الدنيا، وقد حثَّ نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير، ثم فيها يوم عرفة، ويوم النحر، واجتمعت فيها أمهات العبادة: الحج، والصدقة، والصيام، والصلاة. [9] .

الخطوة الثالثة (التعرف إلى أَعْمال العَشر):

دلَّت النصوص من الكتاب والسنَّة وأقوال أهل العلم على استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه العشر، ومن ذلك:
أولاً: أداء الصلوات المفروضة على وجهها الأكمل، بأدائها على وقتها، والتبكير لها، وإتمام ركوعها وسجودها، وتحقيق خشوعها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا". [10] .

ثانياً: التقرب إلى الله بالإكثار من قراءة القرآن، والصدقات، وإعانة المحتاجين، والتوبة والاستغفار، وصلاة النوافل، وأداء السنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوتر، وقيام الليل، فقد جاء عن سعيد بن جبير قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر". [11] ، كناية عن القراءة والقيام.

ثالثاً: صيام ما تيسر من أيام هذه العشر؛ فهو داخل في جنس الأعمال الصالحة، وآكدها صيام يوم عرفة لغير الحاج، قال صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ". [12] .

رابعاً: الإكثار من التهليل، والتكبير، والتحميد، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [13] ، كما أنه يُستحَبّ التكبير المطلق في البيت، والسوق، والعمل، إلا ما دلَّت النصوص على كراهة الذكر فيه، قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ). [14] ، وصفته: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) [15] ،"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ ... وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا" [16] .

خامساً: ومن أعظم الأعمال في هذه العشر حج بيت الله الحرام، وقصد بيته لأداء المناسك لمن تيسر له، قال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة". [17] . وقال صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". [18] .

سادساً: ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر المباركة؛ ذبح الأضاحي تقرباً لله، فإنه: "صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صِفَاحِهِما". [19] .
الخطوة الرابعة (الجانب التطبيقي التربوي):

1- تشجيع الأطفال على حفظ الذكر المطلق في أيام العشر، وكذا حفظ شيء من نصوص فضائل الأعمال فيها، من خلال إعلان مسابقة لذلك وجوائز حسية ومعنوية، فإن لذلك أثره الكبير في صياغة عقلية الطفل واهتماماته في المستقبل، قال إبراهيم بن أدهم: "قال لي أبي: يا بني، اطلبِ الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم. فطلبت الحديث على هذا". [20] .

2- اعتياد الصغير للعبادة سبب في محبتها وإلْفها، فتكون سهلة ميسورة حين كِبَره، كيف وهو يرى والديه جعلا أعمال العشر برامج تطبيقية عملية في حياتهم، يذكِّرون بالصلاة على وقتها، ويُرَدِّدُون على مسمعه كلمات الأذان، ويُرَطِّبُون أسماعه بترداد التكبير المطلق، ويصطحبونه لإيصال الصدقات وإعانة المحتاجين، يُعَرِّفونه بالسنن الرواتب وأجورها، ويُعوِّدونه صيام جزء – ولو يسيراً جداً – من اليوم.

3- الجلسات الحوارية الأسرية الهادئة لها أثرها البالغ في حياة الطفل، ولو كانت إحداها في شرح معاني مفردات التهليل والتحميد والتكبير، وشيء من دلالات أسماء الله وصفاته، وبيان الحكمة من الصلاة، والصوم، وإعانة المحتاجين، وأثر أيام العشر، ويوم عرفة على العباد، لكان في ذلك ترسيخ لمحبة الله سبحانه، وتعظيمه، وتوقيره، وقدره حق قدره، وترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب في أن ترتبط نفس الطفل بمولاه سبحانه، وتنمو روحه وتَسْلَمُ فِطرتَه، ويبقى مستظلاً بظلها، يعيش معناها في كِبَره شيئاً فشيئاً.

4- استثمار المزايا العظيمة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم للعمل الصالح في هذه الأيام العشر، لتبيان أن الله جعلها أمام عبيده؛ ليتقربوا إليه، فتزيد حسناتهم، وتُحطّ سيئاتهم، فيفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض. ما أنها تدل على محبة الله لعباده المؤمنين، وأن قَدْرَ الموَحِّد عند الله عظيماً؛ فلا يجوز تخويفه، أو رفع السلاح في وجهه، أو التنابز معه بالألقاب الفاحشة، فقد نظر ابن عمر -رضي الله عنه- يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". [21] .

5- في الأضحية إحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وفيها تذكير بقصَّة الفداء والتضحية والتقرب إلى الله، وفيها هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم العيد، وحين إلقاء الوالدين على أطفالهم قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل؛ إذ أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يُسمَّى بعيد الأضحى، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله، وتخليدًا لهذه الذكرى، تبقى هذه القصة مؤثرة في عقولهم ووجدانهم، يعيشون حياة أبطالها، يستمعون بشغفٍ إليها، ويتقمَّصون ما فيها من حِكَم أو دلالات، وينسجون لنفوسهم خيالات واسعة بين أحداثها، فيؤمنوا بما دلَّت عليه، وتفتح لهم ملكة التفكير للتعبير والإبداع النافع.

أطفالنا، أكبادنا تمشي على الأرض، أمانة في أعناقنا، يتعلَّمون خلال سِنِيِّ حياتهم مَعَنا ما يُعينهم على القيام بأدوارهم المستقبلية، تارة بالتقليد والمحاكاة، وتارة بالمحاولة والخطأ، وتارة بما اعتادوا عليه؛ فإنه من المعروف أن الطفل يتأثر بوالديه، وهذا الأثر يبقى لفترة طويلة، قد تمتد طوال عمره، وقِيَم الوالدين والأخوة تنتقل للأطفال بصورة مباشرة بحسب مجريات الحياة اليومية ومستجداتها، ولذا فعلى الوالدين إشباع أطفالهم بمنظومة قيمية، ومعرفية، وروحانية، ومهارية؛ تجعلهم مؤمنين بربهم، صالحين في أنفسهم، بَنَّائين في مجتمعهم.

موضوع :محب العلماء

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

بيوتنا وعشر ذي الحجة

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[بيوتنا وعشر ذي الحجة]

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

بين يدي السطور:
تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع..!

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[بشرى للبيوت..!]
أقبلت العشر بكل خير.. تحمل البشرى للبيوت بموسم العام الأكبر.. وتنادي: هل من مشمر؟!
هل من مشمر لاستباق الخيرات، واغتنام النفحات؟!
وهل من مشمر للاستثمار التربوي.. ومضاعفة العمر؛ بالبث والحث على هذا الخير؟!
إنها نفحات لا نظير لها لمن وفقه الله.. فتجاوز عبادته في نفسه؛ إلى تزكية أهل بيته وحثهم على مثل اجتهاده، وإعانتهم في ذلك.
بل هي غنيمة باردة لمن ألهمه الله فوق ذلك؛ فكان وأهل بيته جميعا ممن جمع الخيرين: الاجتهاد في العبادة، ودعوة غيرهم إلى مثل ذلك.

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[اتل واقصص..!]
اتل على أهل بيتك من الآيات والحكمة والقصص ما يجعلهم يبتدرون العشر قبل أن تتفلت أيامها، ويتسابقون في دعوة غيرهم؛ لمضاعفة أجورهم:
اتل قوله تعالى على زوجك وصغارك: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر/2،1)، واذكر لهم أن هذه العشر التي يقسم بها الله - جل في علاه

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

هي في قول أكثر المفسرين "عشر ذي الحجة"؛ لعظيم شرفها؛ فهي أفضل أيام العام؛ لاجتماع أعظم العبادات فيها.
وكذا قوله جل وعلا: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} (الحج/28).
قال جمهور العلماء بأن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، رضي الله عنهم.

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[واتل عليهم      ]                                       من السنة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ "، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" (رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما).
واقصص من أحوال السلف ما يرفع هممهم، ومنها أن التابعي الجليل سعيد بن جبير – راوي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - كان يجتهد – في هذه العشر - اجتهادا حتى ما يكاد يُقدر عليه!!

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[رعاية يتم بها النفع..!]
فإذا تمت الموعظة الطيبة المشوّقة.. تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع، طوال العشر؛ فإن النفوس بعد الموعظة تحتاج إلى تعاهد ومتابعة.
ومن خير ما تذكرهم به عملياً – مع كونه شعيرة مباركة في هذه العشر – التكبير والتهليل، والجهر به؛ ونشر ذلك في البيت؛ فيكون إظهارا للشعيرة وتذكيرا في الوقت نفسه باغتنام الأوقات في سائر أنواع العبادات من صلاة وصيام وصدقة وبر وصلة.

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

فإذا كان من أهل البيت من تم بلوغه من البنين أو البنات؛ وتيسر لرب البيت السفر به للحج؛ فيا له من خير عظيم وفضل كبير لمن يسره الله له، لا يكاد يعادله فضل في هذه العشر.
فإن لم يكن سفر للحج.. ففي أداء الأضحية وإظهار الشعائر وسائر العبادات متسع للتزكية والتربية؛ بالقدوة والمشاهدة والمشاركة.

┈┉✼💢👇👇💢✼┉┈

موضوع :جنوبية

أعمـالٌ فاضِلـةٌ في عَشـر ذي الحِجَّـة

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[] [أعمـالٌ فاضِلـةٌ في عَشـر ذي الحِجَّـة ][]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

.. الحمد لله ، و الصلاة و السلام

على رسول الله .. في عشر ذي الحِجَّة أعمالٌ فاضلة و طاعاتٌ مُتعددة

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[الصيام ]
فيُسَنُّ للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة لدخوله في

الأعمال الصالحة ، لا سيما في مِثل هـذه الأيام .. و إنَّ صوم يومٍ واحدٍ

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

من سائر أيام السنة من أجل الله تعالى فيه من الفضل العظيم ما رواه

مسلمٌ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِىِّ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى

الله عليه و سلم : (( ما مِن عبدٍ يصومُ يومًا في سبيل الله إلا باعد اللهُ
بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا )) ....

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

فكيف - يا عبد الله - في مِثل هذه الأيام ..؟!
و قـد خَصَّ النبى صلى الله عليه و سلم يومَ
عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة و بَيَّن فضلَ صيامه فقال : (( صيامُ
يوم عرفة أحتسبُ على الله أن يُكَفِّرَ السنة التي قبله و التي بعده ))
رواه مسلم .

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[و مِن الأعمال الفاضلة :]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[الذِّكْـر ]
: الذكر في عشر ذي الحجة أفضل

من الذكر في غيرها كما قال سبحانه : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أيَّامٍ

مَعْلُومَاتٍ )) الحج / 28 .. و الأيام المعلومات : هى أيام العشر عند

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

و رَوى ابنُ عمر - رضى الله عنهما - عن النبى

صلى الله عليه و سلم قال : (( ما مِن أيامٍ أعظمُ عند الله و لا أحبُّ
العمل فيها من أيام العشر ، فأكثِروا فيهنَّ من التهليل و التكبير
و التحميد )) أخرجه أحمد في مُسنده .. رَوى البخارى في صحيحه أنَّ
ابن عمر و أبا هريرة - رضى الله عنهم - كانا يخرجان للسوق في أيام
العشر يُكبِّران و يُكَبِّرُ الناسُ بتكبيرهما ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈
┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[و مِن الأعمال التي لا تغيب عن العاملين المُسارعين للجَنَّات في هـذه

العشر :

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[الحجة أيضًا :]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[ذَبْـحُ الأضاحي ]

تَقَرُّبًا إلى الله عَزَّ و جَلّ ، لقوله سبحانه : (( فَصَلِّ

لِرَبِّكَ وَانْحَر )) الكوثر/2 .. و ذَبـح الهدايا و الأضاحي مِن شعائر هـذا
الدين الظاهرة ، و مِن العبادات المشروعة في كل المِلَل .. و مَن عَـزَمَ
على الأُضْحِيَة

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

فإنه يَحْرُمُ عليه الأخـذُ مِن شعره و أظفاره و بَشرته مِن
حين دخول شهر ذي الحجة إلى أنْ يُضَحِّى ، و ذلك لقوله صلى الله عليه
و سلم : (( إذا رأيتم هِلال ذي الحجة و أراد أحدُكم أن يُضَحِّى ، فليُمسِك
عن شعره و أظفاره حتى يُضَحِّى )) ،، و في رواية : (( فلا يَمَس من
شعره و بَشرته شيئًا )) رواه مسلم ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[] ما المُـرادُ بالبَشـرة ؟ []
---------

المُـراد بالبَشرة الجِلـد .

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[] [التكبيـرُ المُطلَق] []

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

كما قلنا ، مِن شعائر الله تعالى في هذه العشر : كثرة الذكـر

، و الجهر بالتكبير المُطْلَق و المُقَيَّد ... [ الجهـرُ بالتكبيـر المُطْلَـق ]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

ابتـداءً من دخول هـذه العشر إلى فجـر يـوم عـرفـة ؛؛ في

الصباح و في المساء و عند الصلاة و قبل الصلاة و بعـدها في كل وقتٍ

و في أىِّ مكان في أيام العشر و أيام التشريق .. (( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعْلْنَا
مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِنْ بَهِيمَةِ الأنعَام )) الحج / 34
.. فهو غير مُقَيَّد بأدبار الصلوات الخمس

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[ التكبيـرُ المُقيَّـد]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

أما [ التكبير المُقَيَّد ]
: إذا صَلَّى فجـر يـوم عَـرَفَـة شُرِعَ التكبيرُ

المُقَيَّد مع المُطْلَق إلى آخر يومٍ من أيام التشريق لعظيم فضل تلك الأيام

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

و لمَزِيَّة التكبير فيها على غيرها .. (( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أيَّامٍ مَعْدُودَات ))

البقرة / 203 .. قال ابن عبَّاسٍ رضى الله عنهما : ‹‹ هى أيام

التشريق ›› .. أيامٌ معدودات : هى أيام التشريق

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

و جاء في الحديث
أنَّ النبى صلى الله عليه و سلم قال : (( أيامُ التشريق أيامُ أكلٍ و شُرْبٍ
و ذِكرٍ لله )) أخرجه مسلم ...

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[] [صِفَـة التكبيـر] []

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

أما // صِفـة التكبيـر //
.. ثبت عن الصحابة أكثر من صفة ،، منها :

أثرٌ عن ابن مسعـود ، أخرجه ابنُ أبي شيبة بسندٍ صحيح ،، أنه كان
يقـول : -

الله أكبـر .. الله أكبـر .. لا إله إلا الله

و الله أكبـر .. الله أكبـر .. و لله الحمد

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[] [ما الحُكمُ لو أخذ الشخصُ مِن شعره أو ظُفره أو بشرته ناسيًا ؟][]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

الحُكم في ذلك أنه لو تَعَمَّد الأخـذ من شعره و بشرته

و أظفاره فعليه أن يتوب إلى الله .. لكنْ : لو أخـذ شيئًا من ذلك

ناسيًا أو جاهلاً أو سقط الشعر دون قصد فلا إثم عليه ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

مِن الأحكام - أيضًا - المُتَرَتِّبَة على ذلك :
إذا أخـذ من شعره أو ظُفره

أوَّلَ العشر لعـدم إرادته الأُضحية ،، ثم أراد في آخر العشر أمسك مِن

حين الإرادة ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[هل يشمل هذا الحُكم أهل المُضَحِّي ( زوجَه وأولاده ) ؟]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

يجوز لأهل المُضَحِّي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم

و أظفارهم و أبشارهم .. لأنَّ النهى خاصٌّ بصاحب الأُضحية ،، و لا يَعُم

النهى الزوجة و الأولاد إذا أراد أن يُشرِكهم معه في الثواب .. إلا إذا

كان لأحدهم أُضحيةٌ تخصه فينطبق عليه الحُكم ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[هل لوكيل الأُضحية أنْ يأخذَ مِن شعره ؟ ]

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

لو وَكَّله غيرُه بذلك ، لوَجَبَ عليه أنْ يُمسِكَ عن أظفاره

و شعره و بَشرته حتى يُضَحِّى . فالحُكم مُتعلِّقٌ بمَن أراد الأُضحية .

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

[وخِتامـًا ]

----
هـذه العشـر التي جمع الله فيها أُمَّهات العِبادات .. فما مِن
عبادةٍ فيها إلا و لها مكانٌ في هـذه العشـر .. إنها المَوْسِمُ الأخيـرُ في
هـذا العام ... العملُ الصالحُ فيها أحب إلى المَلِكِ
الدَّيّّان ................... كَم مِن نفسٍ أدركت رمضان و لم تُدرك
العيـدَ بعـده ..! ............ . هـذه العَشْـر جعلها اللهُ خيرَ أيام
العام ،، فاستغل الفُرصة ،، و اختم عامَك بخيـر ،، فإنما الأعمالُ
بالخواتيم ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈

اللهم اجعل خير أعمالنا آخرها ،، و خيرَ أعمالنا خواتمها ،،

و خير أيامنا يوم نلقاك ..

اللهم وفقنا لما تحب و ترضى ،، و خُـذ بنواصينا للبِرِّ و التقوى ..

┈┉✼💢🌟💢✼┉┈
موضوع :جنوبية

من أخطائنا في عشر ذي الحجة

من أخطائنا في عشر ذي الحجة

نحن في موسم فاضل من مواسم الله تعالى، ألا وهو (عشر ذي الحجة)، فيه من الأعمال والنوافل ما يتقرب بها العبد إلى الله تعالى؛ لعله أن تصيبه نفحة من نفحاته تعالى، فيسعد به في الدارين؛ سعادة يأمن بها من الموت وشدته، والقبر وظلمته، والصراط وزلته

و(عشر ذي الحجة) موسم فيه كثير من العبادات المتنوعة التي يمتاز بها عن غيره، قال الحافظ في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره)[1]

لهذا رأيت تنبيه إخواني القراء إلى الأخطاء التي قد تقع من بعضهم في هذا الموسم؛ رغبةً في معرفتها وتجنبها.. والله الموفق

أولاً: أخطاء عامة :

1- مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي اهتمام، وهذا خطأ بيِّن؛ لما لها من الفضل العظيم عند الله I عن غيرها من الأيام، فقد صح عنه أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر".

2- عدم الاكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها :

وهذا الخطأ يقع فيه العامة والخاصة إلا من رحم الله تعالى. فالواجب على المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة، وينتهي بنهاية أيام التشريق؛ لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28].

والأيام المعلومات: العشر، والمعدودات: أيام التشريق، قاله ابن عباس رضي الله عنهما[2].

قال الإمام البخاري: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما)[3]. وذلك بشرط ألاَّ يكون التكبير جماعيًّا، ولا تمايل فيه ولا رقص، ولا مصحوبًا بموسيقى، أو بزيادة أذكار لم ترد في السنة، أو بها شركيات، أو يكون به صفات لم ترد عن الرسول

3- جهر النساء بالتكبير والتهليل؛ لأنه لم يرد عن أمهات المؤمنين أنهن كبّرن بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع، فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره

4- أنه أحدث في هذا الزمن زيادات في صيغ التكبير، وهذا خطأ؛ وأصح ما ورد فيه: ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان: قال: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر كبيرًا). ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما[4]، وهو قول الشافعي وزاد: (ولله الحمد). وقيل: يكبر ثلاثاً ويزيد: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له). وقيل: يكبر ثنتين، بعدهما: لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). جاء ذلك عن عمر، وعن ابن مسعود بنحوه، وبه قال أحمد وإسحاق[5]

وبهذا نخلص إلى أن هناك صيغتين صحيحتين للتكبير، هما :

- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.

- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.

وما ورد في بعض كتب المذاهب مثل المجموع -على جلالة قدر مصنفه- من زيادات على تلك الصيغة فهي غير صحيحة، أو لعلها وردت في غير العشر الأواخر

5- صيام أيام التشريق، وهذا منهيٌّ عنه، كما ورد عن الرسول؛ لأنها أيام عيد، وهي أيام أكل وشرب، لقوله[6]: "يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق: عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"[7]

6- صيام يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي الحجة وعليه قضاء رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض والصيام في العشر سنّة، ولا يجوز أن تقدم السنة على الفرض

فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما عليه، ثم يَشْرع بصيام ما أراد من التطوع

وأما الذين يجمعون القضاء في العشر مع يومي الاثنين والخميس لينالوا الأجور كما يقولون، فإن هذا قول لا دليل عليه يركن إليه، ولم يقل به أحد من الصحابة فيما نعلم، ولو صح فيه نص من الآثار لنقل إلينا، والخلط بين العبادات أمره ليس بالهين الذي استهان به أكثر العامة

ثانيًا: أخطاء في يوم عرفة :

1- من الأخطاء: عدم صيامه، علمًا بأنه من أفضل الأيام في هذه العشر، وهذا خطأ يقع فيه كثير ممن لم يوفق لعمل الخير، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري ، أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والسنة القابلة"[8]. وهذا لمن لم يحج؛ لنهيه عن صوم يوم عرفة بعرفات

2- قلة الدعاء في يوم عرفة عند أغلب الناس والغفلة عنه عند بعضهم، وهذا خطأ عظيم؛ حيث يُفوِّتُ الشخص على نفسه مزية الدعاء يوم عرفة، فإن رسول الله قال: "خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلي: لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، وَلَهُ الحَمدُ، وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ"[9]

قال ابن عبد البر: (وفيه من الفقه: أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، وفي فضل يوم عرفة دليل على أن للأيام بعضها فضلاً على بعض؛ إلا أن ذلك لا يُدْرَكُ إلا بالتوفيق، والذي أدركنا من ذلك التوفيق الصحيح: فضل يوم الجمعة، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة؛ وجاء في يوم الاثنين ويوم الخميس ما جاء؛ وليس شيء من هذا يدرك بقياس، ولا فيه للنظر مدخل، وفي الحديث أيضًا: دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب، وفيه أيضًا أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله...)[10]

ثالثاًا أخطاء في يوم النحر :

1- عدم الخروج إلى مصلى العيد، بل تجد بعض الناس لا يخرج إلى المصلى، خاصة منهم الشباب، وهذا خطأ؛ لأن هذا اليوم هو من أعظم الأيام؛ لحديث عبد الله بن قرط عن النبي قال: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القر)[11]، يعني: اليوم الذي بعده

2- وإذا ما خرج بعضهم خرج بثياب رثة، بحجة أنه سيحلق ويقص أظافره ويتطيب ويستحم بعد ذبح أضحيته، وهذا خطأ، فينبغي للمسلم أن يتأسى برسول الله بهيئة حسنة، وبألبسة جديدة ذات رائحة زكية؛ لما ورد عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين، وقد صح الاغتسال قبل العيد عند بعض السلف من الصحابة والتابعين[12]

3- الأكل قبل صلاة العيد، وهذا مخالف للمشروع، حيث يسن في عيد الأضحى ألاَّ يأكل إلا من أضحيته؛ لما ورد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال: كان رسول الله لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي.

قال ابن قيم الجوزية: (وأما في عيد الأضحى، فكان لا يَطْعَمُ حتى يَرجِعَ من المصلى فيأكل من أضحيته)[13]

4- عدم تأدية صلاة العيد في المصلى، بحجة أنها سُنَّة، وهذا حق، لكن لا ينبغي لمسلم تركها وهو قادر عليها، بل هي من شعائر الإسلام فلزم إظهارها من الجميع كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساءً، ومن تركها بدون عذر فقد أخطأ خطأً عظيمًا

5- التساهل في عدم سماع الخطبة، فينبغي للمسلم أن يستمع للخطبة لما في هذا من الفضل العظيم

6- التساهل في الذهاب والإياب، وهذا خطأ؛ فكان من سنته أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر

7- التساهل بترك تهنئة الناس في العيد، وهذا خطأ؛ فالزيارات وتجمُّع العوائل بعضها مع بعض، والتهنئة فيما بينهم.. من الأمور المستحبة شرعًا، كأن يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم، ونحو ذلك من العبارات التي لا محذور فيها

8- اعتقاد بعض الناس زيارة المقبرة للسلام على والد أو قريب متوفى، وهذا خطأ عظيم؛ فزيارة المقابر في هذا اليوم الفاضل بزعمهم أنهم يعايدون الموتى من البدع المحدثة في الإسلام؛ فإن هذا الصنيع لم يكن يفعله أصحاب رسول الله ، وهم أسبق الناس إلى كل خير، وقد قال رسول الله : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"[14]. أي: مردود عليه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): قوله: "لا تتخذوا قبري عيدًا"[15] قال: (العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائدًا، إما لعود السنة أو لعودة الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك). وعلى هذا: إذا اعتاد الإنسان أن يزور المقبرة في يوم العيد من كل سنة بعد صلاة العيد، وقع في الأمر المنهي عنه[16]؛ حيث جعل المقبرة عيدًا يعود إليه كل سنة، فيكون فعله هذا مبتدعًا محدثًا؛ لأن الرسول لم يشرعه لنا، ولا أمرنا بفعله، فاتخاذه قربة مخالفة له

والله نسأل للجميع التوفيق والسداد
انتهى ... محمد بن راشد الغفيلي
مـــوضوع :صمت المحيط