شرح حديث اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ،وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ

شرح حديث :
{{(( [اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ
مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ،
وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ] ))}}
♠♥ [جهد البلاء،،،،] ♥♠
قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من جهد البلاء) :
اللَّهمّ أجرني من شدّة البلاء ومشقّته، والذي ما لا طاقة لي بحمله، ولا أقدر على دفعه،
سواء كان هذا البلاء جسدياً كالأمراض وغيرها، أو كان بلاء معنوياً ذِكرياً
: كأن يُسلِّط عليَّ من يؤذيني بالسبّ والشتم والغيبة والنميمة والبهتان وغير ذلك، فهذه استعاذة من جميع البلاءات بشتى أنواعها وأشكالها .
معنى: (جهد البلاء) :
الجَهد بالفتح هو كل ما يصيب المرء من شدة ومشقة،
وبالضم ما لا طاقة له بحمله،
ولا قدرة له على دفعه .
♠♥ [درك الشقاء،،،،] ♥♠
قوله: (ودَرَك الشقاء) :
وأجرني من أن يلحقني مشقّة،
وهلكة في دنياي، وفي نفسي،
وأهلي، ومالي، وفي آخرتي،
من عقوبة وعذاب بما اقترفته
بسبب الذنوب والآثام .
معنى : (درك الشقاء)
الدَّرَك : اللحوق والوصول إلى الشيء،
والشقاء، هو الهلاك، أو ما يؤدي إلى الهلاك، وهو نقيض السعادة .
.
♠♥ [سوء القضاء،،،،] ♥♠
قوله: (وسوء القضاء)
هو ما يسوء الإنسان ويحزنه أو يوقعه في المكروه من قضاءٍ مقدّرٍ عليه،
وهو شامل في الدين، والدنيا،
وفي النفس، والأهل، والمال، والولد، والخاتمة،
وهذه الاستعاذة تتضمّن الحفظ في كل الأمور المذكورة .
فإن الاستعاذة منه من قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره
شرعها لنا وجعلها سُنّة لعباده؛
لهذا يجب أن يعلم أن القضاء باعتبار العباد ينقسم إلى قسمين:
خير وشر،
فشرع لهم سبحانه الدعاء بالوقاية من شره، والاستعاذة منه،
فهذا في القضاء المقضي المخلوق،
أما قضاء اللَّه الذي هو حكمه وفعله،
فكلّه خير لا شرّ فيه أبداً .
.
♠♥ [شماتة الأعداء،،،،] ♥♠
قوله: (شماتة الأعداء) :
فرح الأعداء بما ينزل على الشخص من مكروه،
وسوء ومحنة، فينكأ القلب عندها، ويحزن، ويبلغ من النفس أشدّ مبلغ، وقد يؤدّي إلى العداوة والبغضاء والحقد،
وقد يُفضي إلى استحلال ما حرّمه اللَّه تعالى من القتال والانتقام والتعدي والظلم؛
لهذا أستعيذ منه لخطورته.
معنى: (شماتة الأعداء) :
فرحة الأعداء ببلاء يُصيب العبد .
فدلّ هذا الدعاء الجليل على أنه من
[♥جَـوامـع الـكـلِم♥]
التي آتاها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع الاستعاذة من جميع الشرور في الدين والدنيا، فاعتنِ بهذا الدعاء العظيم في ليلك ونهارك، وفي سفرك وحضرك،
حتى تكون في حفظ اللَّه وعصمته من جميع شرور الدنيا والآخرة.
[اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ
مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ،
وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ] ))}}
صاحبة الموضوع رحــــومه نفع الله بها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق