الخميس، 20 مارس 2014

((مرض الغفلة ))

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:

من أخطر الأمراض التي تصيب النفس, والتي يمكن أن تكون سبب هلاك الإنسان, مرض قد لا ننتبه إليه: مرض الغفلة, الغفلة؛ أن يغفل الإنسان عما سيأتي إليه, أن يغفل الإنسان عن يوم الحساب, أن يغفل الإنسان عن ساعة نزول القبر, أن يغفل الإنسان عن ساعة يقف فيها بين يدي الله عز وجل,

, لذلك: الإنسان إذا كان في صحوة, فهذه أكبر نعمة, إذا كان في صحوة, فكل شيء سيفاجأ به لا يفاجأ به, مستعد له.
ما من أحد على وجه الأرض ينكر الموت, لكن الناس يتفاوتون في الاستعداد له؛ الصاحي يستعد له, أما الغافل لا يستعد, لذلك:

﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾

طبعاً: من لوازم الغفلة الإعراض, من لوازم الصحوة الإقبال, أنت صاحي إذاً أنت مقبل, أنت غافل اذاً أنت معرض, فالإنسان ما الذي جعله يغفل؟ أن تستهلكه الدنيا, يعني: إذا ما اقتطع من وقته وقتاً يتأمل فيه.

النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يختلي في غار حراء الليالي ذوات العدد.
نحن ينبغي أن نخلو مع الله كل يوم جزءاً من الساعة, بعد صلاة الفجر, يعني هذه الساعة بعيداً عن متاعب الحياة,

لو استعرضت الآيات التي تصف المؤمنين, اسأل نفسك هذا السؤال, لو استعرضت الآيات التي تصف المنافقين, لعل الإنسان تنطبق عليه بعض الصفات. إذاً:

﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾

هل أنت من هؤلاء؟

﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون َ﴾

وأنت تقرأ القرآن, حدد: أين أنت من هذا الوصف؟ هل أنت مع المؤمنين؟ هل مع السابقين؟ هل مع المقتصدين؟ هل مع المقصرين؟ هل مع الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً؟ هل مع المنافقين؟ هل مع المعرضين؟ هل مع الفجار؟ هل مع العصاة؟ أين أنا في هذا القرآن الكريم؟ أين ذكري في هذا القرآن الكريم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق