الأحد، 31 أغسطس 2014

لاتكونوا امعة تتبعون كل ناعق

الـــــــنـــــــــاس
والــــــــلــــــــبــــــــاس
احـــــذر الــــتـــقـــلـــيـــد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذو الجلال ومُحب الجمال ،

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على

أفضل من تطيب ولبس وصلى وصام ،

وعلى آله وصحبه الكرام . . . وبعد

أمر الله سبحانه عباده باللباس في قوله تعالى : { يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآ تكم } الأعراف . كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عُراة

الرجال بالنهار والنساء بالليل فأنزل الله هذه الآية آمراً عباده باللباس لما في ذلك من حفظٍ لأعراضهم ، وستراً لعوراتهم .
واللباس نعمة من نعم الله التي لاتُعد ولاتُحصى قال تعالى : { وإن تعُدوا نعمة الله لاتُحصوها إن الإنسان لظلومٌ كفار } [ ابراهيم ]

ولكن وللأسف أن كثيراً من الناس في هذا الزمان أساء استخدام اللباس ، فنجد أن كثيراً من الرجال ـ هداهم الله ـ يُرخون لباسهم إلى ما أسفل من الكعبين وكأنهم تناسوا أن ذلك مما حرمه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام

فتجد أن من الناس من يأتي إلى بيوت الله عز وجل بأردى الثياب وأوسخها على الإطلاق ، ومنهم من يأتي بثياب النوم ، ومنهم من يأتي بثياب شفافة قد لاتستر العورة ومعلوم أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة ، فأين هؤلاء

عن قول الله عزوجل :{ يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } [ الأعراف ] ، فهذا أمر من الله سبحانه لعباده المؤمنين بأخذ الزينة عند الذهاب إلى المساجد وذلك لأداء الصلوات أو استماع الخطب والمحاضرات أو غير ذلك من الأعمال الصالحة ، وذلك لأن المساجد هي بيوت الله عزوجل ،

فأنت عندما تأتي للمسجد تاتي لمقابلة ملك الملوك تاتي للوقوف بين يدي من بيده ملكوت كل شيئ ، إذاً من الواجب عليك أن تأخذ كامل الزينة من الثياب والطيب ، وان تكون متهيئاً لمقابلة العزيز الجبار سبحانه

قال صلى الله عليه وسلم : { إن الله جميل يحب الجمال } [ مسلم ] .

ولكن كثيراً من الناس في واقعنا هذا ضيعوا الإهتمام باللباس مع أن عندهم ـ ولله الحمد والمنة ـ الكثير والجميل من الثياب ، ولكنهم ماأشعروا قلوبهم بأهمية هذا اللقاء مع الخالق سبحانه

وما شعُرت نفوسهم بحقيقة هذا اللقاء وأنه سيناجي ربه في صلاته ، فلو امتلأ قلبه بأهمية هذا الموقف للبس أحسن اللباس وأغلاه وأجمله وأنظفه على الإطلاق ، ولكن ما حصل هو العكس .

فكيف إذا أراد أحدهم أن يقابل مسؤولاً ما ؟ كيف سيكون لباسه ؟ وكيف سيكون عطره ؟
وكيف سيكون الإهتمام والإنصات والإستماع إلى ذلك المسؤول ؟ بالتأكيد سيتهيأ لهذه المقابلة من وقت بعيد ويشتري أفضل الملابس وأفضل العطور ، وقد يقوم باستعارة بعض الملابس

ولوازم المقابلة فالعقال من فلان والمشلح من آخر والحذاء من شخص ثالث والشماغ من رابع وكل ذلك اهتماماً بمقابلة ذلك المخلوق ، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ـ فلله المثل الأعلى ـ لمن يكون التجمل والتهيؤ للخالق أم للمخلوق

للعبد أم للمعبود سبحانه قال تعالى :{ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً } [ مريم ] .
إذاً اللباس الخاص بالخالق ينبغي أن يكون أفضل من لباس المخلوق ، والتهيؤ للخالق أفضل وأعظم وأهم من التهيؤ للمخلوق قال تعالى :{ قل الله خالق كل شيئ وهو الواحد القهار } [ الرعد ] ،

ومما يجب الإنتباه إليه أن يكون اللباس موافقاً لما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ويُجتنب ما نهى الله ورسوله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسرافٍ ولامَخِيلة " [ فتح الباري 11/423 ] ،

والمخيلة هي الكبر ، والمخيلة تضر بالنفس حيث تُكسبها العُجب ، وتضُر بالآخرة حيث تُكسب الإثم وتضُر بالدنيا حيث تُكسب المقت والكراهية من الناس ، فالخيلاء هو التكبر ينشأ عن فضيلة يراها الإنسان في نفسه فيترفع بها عن الناس ويتكبر

ويتعاظم عليهم وما علم ذلك المسكين أن من تعاظم على الله وضعه الله ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " [ مسلم ]

وقال عليه الصلاة والسلام : " أ زر ة المسلم إلى نصف الساق ، ولا حرج أو قال لا جُناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار ، ومن جر ثوبه خُيلاء لم ينظُر الله إليه يوم القيامة " [ صحيح رواه ابوداود والنسائي وغيرهما ]

وقال صلى الله عليه وسلم : " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل " [ قال في بهجة الناظرين الحديث ضعيف وورد بعض معناه في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود ، عن بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أسبل إزاره في صلاته خُيلاء ، فليس من الله في حل ولا حرم " .

فاحذر أيها المسلم ، وانتبه أيها المصلي يا من تُسبل إزارك فأنت على خطر عظيم وصلاتك وأنت مسبل محل نظر من حيث صحتها ، فالله الله باللباس الشرعي ، أخي الحبيب اتّبع ما أُمرت به واترك الابتداع واحذر

من مخالفة أوامر الله ، فالسنة في لباس الرجال أن تكون ما بين نصف الساق إلى ما فوق الكعبين فما زاد فوق نصف الساق فهذا من التنطع ، وما نزل عن الكعبين فصاحبه معرض لعقوبة الله ومقته وغضبه وسخطه ،

ومن قال أنه لم يجر ثوبه خُيلاء فالحقيقة أنه ذلك غير صحيح ، ولو سئل لماذا أرخيت ثوبك أسفل من الكعبين ؟ لقال أنها عادة ، أخي الكريم العادة إذا خالفت الشرع والدين فليُضرب بها عرض الحائط فإنه لا حاجة لنا بها فالدين ولله الحمد والمنة كامل لا يحتاج إلى من يكمله

قال تعالى :{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [ المائدة ] ، وإذا سئل من أمرك بأن تجر ثوبك ؟ لسكت ، لماذ لأنه اتباع للهوى والشهوات والشيطان وكل أساس ذلك هو الكبر والخيلاء ـ عياذاً بالله ـ وانزال الثوب أسفل من الكعبين محرم وفيه

تعريض الثوب للأوساخ والنجاسات والتي يجلبها معه لبيوت الله ، قال تعالى : { فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم } [ النور ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " بينا رجل يجر إزاره خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " [ البخاري ]

فاحذر أخي المسلم أن يكتب الله عليك الشقاء واحذر من سوء الخاتمة ولتعتبر بهذه الأحاديث الصحيحة عن نبيك صلى الله عليه وسلم فلنا فيه القدوة والأسوة الحسنة ، ولتعرف أخي الكريم أنك ما وجدت على هذه الأرض إلا لعبادة الله وحده واتباع أوامره سبحانه وأوامر رسوله عليه الصلاة والسلام

وكن مع الله وفي حزبه فإن حزب الله هم الغالبون ، واحذر أن تكون مع الشيطان أوفي حزبه فإن حزب الشيطان هم الخاسرون فإن الشيطان سيتخلى عنك ، فالشيطان مطرود من رحمة الله وقد

كتب الله له النار يوم القيامة ولكن الشيطان طلب مهلة من الله إلى يوم القيامة ، أتدري لماذا طاب هذه المهلة ؟ طلبها ليقوم بغواية الناس وابعادهم عن دين الله عزوجل ثم بعد غواية للناس يتخلى عنهم

قال تعالى :{ وقال الشيطان لما قُضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعد تكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولومو أنفسكم ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم } [ ابراهيم ] ،

أسأل الله العلي العظيم أن يوفق المسلمين والمسلمات لما فيه خير هذه الأمة وصلاحها ، والإلتزام بتعاليم هذا الدين الحنيف ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

والله أعلى وأعلم وأجل وأكمل ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .

☆..لاتكونوا..☆

[☆..امعة تتبعون كل ناعق..☆]

صاحب الموضوع :يفداك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق