الخميس، 21 فبراير 2013

سيره ✿√, •´*•.¸مـَــَــْالك بن أنـَـَـْْسْ ¸.• *´•,√✿

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات

ما قاله الشافعي عن الإمام مالك

الإمام أبو عبد الله الشافعي, يقول:
((إذا جاء الأثر فمالكٌ النجم))

الكلمة: إذا جاء الأثر، يعني طرحت النصوص، أحاديث صحيحة, فمالكٌ النجم، الأول مثلاً: إذا جاء الاستنباط, فالإمام أبو حنيفة الأول، إذا جاء تاريخ الصحابة مثلاً: فالشافعي الأول, فكل إمام تفوق في شيء, وكان في الحد المعتدل في الأشياء الأخرى .

قالوا:
((لولا مالك لذهب علم الحجاز))

وقال بعضهم:
((أئمة الناس في زمانهم أربعة؛ الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بالبصرة))

الشافعي يعترف بالفضل لمالك عليه .

قال ابن أبي عمر العدني سمعت الشافعي, يقول:
((مالك معلمي، وعنه أخذت العلم))
كان صلى الله عليه وسلم يجلس إلى جانبه سيدنا علي كرم الله وجهه، فلما دخل أبو بكر, قام له, فتبسم النبي, وسرَّ سروراً عظيماً، فعن أنس رضي اللّه عنه:
((إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ أَهْلُ الْفَضْلِ))
.
 فجزءٌ من علمك أن تعرف أخبار الآخرين، جزء من دينك أن تنصف الناس، جزء من عدالتك, ألاَّ تجحد فضل أحد .

 أدب مالك مع حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام

كان مالكُ بن أنس, إذا أراد أن يخرج ليحدثُ الناس, توضأ وضوءَه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوةً، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك, فقال:
((أوقِّر به حديث رسول الله))

للإمام مالك وصفٌ آخرُ:

((كان مالك بن أنس: إذا أراد أن يجلس للحديث؛ اغتسل، وتبخر ، وتطيَّب، فإن رفع أحد صوته في مجلسه؛ زجره))

مالك من أولئك العلماء الذين يعلمون بعلم الرجال .

قالوا:
((ما كان أشد انتقاد مالك للرجال، وما أشد علمه بشأنهم))
 لذلك: كان الإمام مالك مِن أعلم العلماء بالرجال،

سُئل مالك عن رجل:
((أتعرف فلانًا؟ فقال مالك: أرأَيتَه في كتبي؟ قلت: لا، قال: لو كان ثقةً, لرأيته في كتبي))
 شيء رائع جداً أنه ما ذكر في كتبه إلا رجالاً ثقاة .

وقال علي:
((لا أعلم مالك ترك إنساناً, إلا إنساناً في حديثه شيء، يعني صفة غير لائقة))

وقال احدهم :
((كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة))

موطأ الإمام مالك

 من فتاوى مالك

قال:

((سأل أحدهم: مَن في المدينة اليوم يفتي؟ قال: ما ثم مثل فتىً من ذي أصبح, يقال له: مالك بن أنس))
 حتى درجتْ تلك المقولة الشهيرة:

((لا يُفتَى ومالك في المدينة)
يقال: إن من أدق فتاويه:

((أن مغسلةً كانت تغسل امرأةً، -واللهُ أعلم بصحة هذه القصة، لكن لها معنى دقيق- يد هذه المغسلة التصقت بجسد الميت، ولا سبيل إلى نزعها، جرت محاولات يائسة، ويد المغسلة وجسم الميتة شيء واحد، اقترحوا قطع لحم الميتة، أو اقترحوا قطع جزء من يد المغسلة، ثم سألوا الإمام مالك, فقال: هذه المغسلة اغتابت هذه الميتة، واتهمتها بالزنا، فقال: اضربوها ثمانين جلدة، ومع الضربة الثمانين, فَكَّتْ يدها عن جسدها))

قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾

إذا لم يدون العلم يضيع


قدم علينا الزهري، فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا نيفاً وأربعين حديثاً، ثم أتيناه الغد، فقال:
((انظروا كتاباً حتى أحدثكم منه، أرأيتم ما حدثتكم به أمس, أي شيء في أيديكم منه؟ فقال له ربيعة: قيِّدوا العلمَ بالكتابة))
.
هذه نقطة دقيقة جداً: حينما تقرأ على أخوانك من كتاب، ومعهم الكتاب نفسه, فهذا مدعاة إلى حفظ الدرس، لذلك قيدوا العلم بالكتابة، كل ما ليس في القرطاس ضاع

الوجه الذي كان يتمتع به الإمام مالك, والنظافة التي كانت تسمو عليه
قال أبو عاصم:
((ما رأيت محدثاً أحسن وجهاً من مالك))

الله عز وجل لحكمةً أرادها, جعل وجه المخلص متألقًا، وجعل وجه العاصي ترهقه غبرة، أولئك هم الكفرة الفجرة .
 إذا كان الإنسان مرتكبًا معصية, فآثار معصيته تبدو على وجهه .
 العقل الذي كان يحويه مالك حتى قيل عنه أعقل الناس :

قالوا:

((قدم وكيع علينا، فجعل يقول: حدثني الثبت، فظننا أنه اسم رجل، فقلنا: من هذا الثبت أصلحك الله؟ قال: مالك بن أنس))
الثبت: أي الدقيق في حفظه، الدقيق في روايته، عدل في أخلاقه، ثبت في حفظه .


قال ابن المهدي:

((ما رأيت أحداً أعقل من مالك))


 وفاته :

توفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول, سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد، وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو يومئذٍ والٍ على المدينة، ودفن بالبقيع، وكان ابن خمس وثمانين سنة .

أخواننا الكرام، كل شيء يمضي، لا يبقى إلا العمل الصالح، فهنيئاً لمَن عرف الله، ولمن أطاعه، ولمن أفنى عمره في طاعته، ولمن قدم الغالي والرخيص, والنفس والنفيس في سبيل الله، واللهُ عز وجل يكافئ على الحسنة أضعافاً مضاعفة .
والحمد لله رب العالمين









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق